فرض الله تعالى الصّلاة على المسلمين وجعلها الركن الثاني من أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، وقد أعطاها الأهميّة الكبرى وحثّ على الالتزام بها في جميع أوقاتها؛ فهي خمس صلوات في اليوم والليلة، وقد يزيد العبد عليها من النوافل ما يقرّبه من الله عز وجل، ويُكسبه الأجر والثواب، وقد حرص الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلم عليها حتى في آخر لحظات حياته في الوقت الّذي لم يكن قادراً على القيام والوقوف.
ومن شروط صحّة الصلاة هي الطهارة؛ حيث يجب أن يكون العبد الناوي للصلاة طاهراً من الحدث الأكبر ومن الحدث الأصغر، وتكون الطهارة من الحدث الأكبر النفاس والحيض والجماع بالغسل، أمّا الطهارة من الحدث الأصغر تكون بالوضوء، فما هي طريقة الوضوء الصّحيحة من أجل قبول الله عزّ وجل للصلاة.
قال تعالى: (﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)).
وهذه الآية الكريمة لخّصت طريقة الوضوء الصحيحة التي يجب اتباعها، وقد وضّحها الرسول صلّى الله عليه وسلم فيما بعد بالتفصيل للتسهيل على المسلمين، وتكون طريقة الوضوء كالتالي:
ومن الأدعية التي تقال بعد إتمام الوضوء (أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمداً عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين). وأوضحت الدراسات فيما بعد أهميّة الوضوء في التخلص من التوتر والضغوطات، ويساعد على الاسترخاء واكتساب الطاقة الإيجابيّة، فسبحان الخالق الّذي لم يفرض فرضاً إلا وجاء العلم ليثبت صحّته وأهميته.